لماذا تألق “مروان عطية”..الإجابة عند “أنشيلوتي”
في ميلان، دخل “أنشيلوتي” ذات صباح على “أندريا بيرلو” قبل التدريبات وأخبره أن مركزه قد تم تغييره من لاعب محور وصانع ألعاب إلى لاعب أرتكاز دفاعي، “بيرلو” لم يفهم ما يُريده “كارلو”، لأن السؤال الأهم كان..أين سيلعب “جاتوزو”؟.
“كارلو” أراد أن يملك لاعب “ريجيستا” يبدأ الهجمات من الخلف، فيصبح لدى الفريق صانعي ألعاب، احدهم في المركز 6، والآخر هو الرقم 10 التقليدي، “كاكا” ومن قبله “روي كوستا”..
تكتيك “أنشيلوتي” أو ما عُرف تباعًا بـ (شجرة الكريسماس) يتمثل في 4/1/2/1/2، الرقم (1) المُكرر هو صانع اللعب الخلفي والأمامي، بينما ثنائي الوسط يلعب دور (كلب الحراسة)، يحرث الملعب ركضًا بين الطرف والعمق، ويُعطي العمق البدني لصاحب العصا السحرية..سؤال “بيرلو” تمت الإجابة عليه..(جاتوزو سيكون..كلب حراسة).
إذا ما تخيلت معي شكل الميلان لو كان “جاتوزو” أمام قلبي الدفاع يأخذ الكرة ويُمررها للأمام، بالتأكيد ستشعر بكم الخطر في عملية البناء الخلفي كون اللاعب فقير بالكرة.
لكن “بيرلو” في هذا الدور، وحدك ستعرف أن الكرة ستخرج دون أن تشعر أنت وقبل أن يُدرك الخصم حتى.
ومِن هنا عمت الفكرة بعض الفرق الأوروبية، بوجود لاعب ارتكاز صاحب كرة مميزة وبجواره لاعب وسط بدني..والمثال القريب هو أياكس “تين هاغ” ب(شونه ودي يونغ)، وبعد أنتقال المُدرب الهولندي لمانشستر جرب هذا التكتيك ب(كاسيميرو وإريكسن) وبعد إصابة الدنماركي جرب “برونو فيرنانديز”.
حتى “كارلو” نفسه، جرب طريقته مؤخرًا مع ريال مدريد ب”كروس” كلاعب ارتكاز..وبجواره “فالفيردي”..في غياب “تشاوميني” وأنشغال “كمافينجا” بدور الظهير الأيسر.
بعد حكاية “بيرلو” يأتي لاعب لفت الانظار مؤخرًا مع الأهلي، وانتزع المركز الأساسي من “معلمين” الوسط -السولية وديانج-، ولكن..ليس كلاعب محور أو ما يُعرف بال 8..ولكن كلاعب ارتكاز..على طريقة “أنشيلوتي”.
“مروان عطية” يقف أمام قلوب الدفاع، يستلم الكرة وظهره للملعب، ينعطف بمهارة ويبدأ عملية توزيع اللعب بين اليمين واليسار والوسط..وحتى الكرات الطولية..بينما يكتفي “حمدي فتحي، ديانج” بلعب دور الحارس، الذي يؤمن الدفاع مع ضعف مُشاركة “تاو” في المنظومة الدفاعية وقت فقدان الكرة.
فأختفت مشاكل التحضير في الأهلي شيئًا فشيئًا..وأمتلك الفريق لاعب بدني داخل منطقة الجزاء عند اللزوم -حمدي فتحي/ديانج-.
دور “مروان عطية” ملحوظ في منظومة الأهلي الجديدة، ورهان “كولر” لم ياتي اعتباطًا بل بعد تجربة في دقائق محدودة في مُباريات الدوري، وبعد نجاح الفكرة..قدم لجماهير الأهلي جوهرة ثمينة تُعد الابرز في مصر حاليًا.
هذا ببساطة سبب تألق مروان، وسلاسة الخروج بالكرة..وحبي المتزايد ل”كولر”.